هناك خلاف مشهور بين أهل السنة وبين المعتزلة
فى مسأله رؤية الله تعالى
فأهل السنة يرون أن رؤية الله تعالى جائزة فى الآخرة؛ ويستشهدون بالكتاب والسنة
فمن الكتاب
قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة "
أى يوم القيامة تصير وجوه حسنة مشرقة ؛ ألا وهى وجوه المؤمنين الصادقين ؛ وهذه الوجوده تنظر إلى ربها فى هذا اليوم نظرة سرور وحبور ؛ بحيث تراه سبحانه على ما يليق بذاته ؛ وكما يريد سبحانه
أن تكون رؤيته بلا كيفية ؛ ولا جهة ؛ ولا ثبوت مسافة .
وقد أخذ العلماء من هاتين الآيتين :
أن الله تعالى يتكرم على عباده المؤمنين فى يوم القيامة ؛ فيطلعهم
على ذاته بالكيفية التى لا يعلمها إلا هو .
قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهاتين الآيتين :
" وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله تعالى فى الدار الآخرة فى هاتين الآيتين ؛
وفى الأحاديث الصحيحة من طرق متواترة عند أئمة الحديث ؛ لا يمكن دفعها ولا منعها .
ففى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه
" أن ناساً قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
فقال :
هل تضارون فى رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب ؟ قالوا : لا
قال : فإنكم ترون ربكم كذلك .
وفى الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه
قال: نظر رسول الله إلى القمر ليلة البدر فقال :
" غنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر "
ثم قال الإمام بن كثير :
وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين
وسلف هذه الأمة ؛ كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام ؛ وهداة الأنام
مذهب المعتزلة فى الرؤية :
أما المعتزلة
فهم ينفون رؤية الله تعالى فى الدنيا والآخرة
ويستدلون بقوله تعالى " لا تدركه الابصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "
وقالوا :
إن الإدراك المضاف إلى الأبصار إنما هو الرؤية ؛ ولا فرق بين ما أدركته ببصرى
ورأيته إلا فى اللفظ .
وقالوا أيضاَ:
إن الرؤية تقتضى مكاناَ للرائى
ومكاناً للمرئى
فتستلزم لا محالة أن يكون لله تعالى مكان ؛ والله تعالى منزه أن يكون له مكان .
وقد رد عليهم أهل السنة بأن المقصود بقوله تعالى "لا تدركه الأبصار "
أى لا تحيط بعظمته وجلاله أبصار الخلائق ؛ أو لا تدركه الأبصار
إدراك إحاطة بكنهه وحقيقته فإن ذلك محال
كما ردوا عليهم بأننا نؤمن برؤية المؤمنين لله تعالى فى الآخرة ولكن بكيفية لا يعلمها إلا الله
دون أن تستلزم هذه الرؤية مكاناً للرائى ومكاناً للمرئى
إذ أحوال الآخرة لا يعلمها اختص علم الله تعالى بكيفيتها وأحوالها
ولا نعلم عنها إلا عبارات المثبتة لها من غير كيف .
والحق أن رأى أهل السنة
أقوى وأوضح ؛ لأن النصوص من القرآن والسنة الصحيحة تؤيدهم .
والله أعلى وأعلم
ورحم الله القائل :
ومنه أن ينظر بالأبصار *** لكن بلا كيف ولا انحصار
للمؤمنين ؛ إذ بجائز علقت *** هذا وللمختار دنيا ثبتت
المقوله " لصاحب جوهرة التوحيد "
الثلاثاء يناير 01, 2013 11:17 am من طرف ♥ SASO ♥
» هلا نكون اصدقاء
الإثنين نوفمبر 12, 2012 4:16 am من طرف واحة اليوم
» ممكن ترحيب
الإثنين نوفمبر 12, 2012 4:08 am من طرف واحة اليوم
» تعلمى الرسم على الأظافر
الجمعة سبتمبر 28, 2012 8:19 am من طرف مسلمة وافتخر
» مسلسل الكرتوني الرائع ريمي الولد الشريد
الأحد مايو 13, 2012 1:51 pm من طرف rasheb5
» سجل حضورك اليومي بصوره
الخميس أغسطس 25, 2011 5:24 am من طرف ♥ SASO ♥
» خلطة لحم بالفرن مع الرز
الأربعاء أغسطس 10, 2011 12:47 pm من طرف ♥ SASO ♥
» ممكن ترحيب
الأحد أغسطس 07, 2011 8:31 am من طرف ♥ SASO ♥
» كولكشن شتاء 2011
الإثنين يونيو 20, 2011 10:06 am من طرف زائر